السهوب والمراعي
تنمية المراعي السهبية و حمايتها وتطوير شعبة تربية الأغنام والماعز
تعتمد أنظمة الإنتاج المهيمنة في منطقة السهوب على الصلة الوثيقة بين الفلاحة والثروة الحيوانية ، حيث يتم زراعة المحاصيل الموجهة نحو تلبية الاحتياجات الغذائية للماشية ، وبالتالي تشكل نظامًا بيئيًا سهبيا يهدف إلى إتاحة كفاية بين الموارد الطبيعية واحتياجات النشاط الذي يمارس بهذه المناطق.
ومع ذلك ، يشهد هذا النظام تغيرات تراجعية أبرزها التدهور المستمر بفعل التأثيرات الطبيعية والبشرية ، والتي تسببت في اختلال التوازنات التقليدية بين النشاط الرعوي والموارد الطبيعية المتوفرة ، مما أدى إلى تقلص الغطاء النباتي للمراعي بصفة متفاقمة جراء التأثيرات المناخية ، و إزالة الأعشاب المتسارعة والإفراط في الرعي الجامح.
تؤثر هذه الظواهر عمليا على أغلبية مساحات السهوب الجزائرية التي تغطي 25 ولاية (8 ولايات سهبية و 13 ولاية فلاحية رعوية و 4 ولايات رعوية شبه صحراوية) وتمتد على مساحة إجمالية مقدرة بـــــــــ 32 مليون هكتار ، أي حوالي 14 ٪ من مساحة البلاد. ، وهي مراعي ومحيطات تنمو بها الحلفاء ، و تهيمن عليها تربية المواشي ، حيث يتكون قطيع المواشي بالسهوب من 23410694 رأس غنم ، منها 60٪ موجهة للتكاثر و 3997372 رأس ماعز ، تضمن وظيفة الاجتماعية والاقتصادية تمثل 42٪ من القيمة المضافة للقطاع الفلاحي وتسمح بالحفاظ على الوظائف والدخل ، حيث يعود هذا النشاط بالفائدة على 80٪ من السكان الذين يقدر عددهم بـ 9 ملايين نسمة.
و تعتبر المؤشرات الميدانية مقلقة للغاية بسبب تقلص مساحة مراعي السهوب بنسبة كبيرة و سيطرة بعض الرعاة عليها ، على الرغم من تدخل السلطات العمومية ، التي طبقت منذ عام 2000 استراتيجية تهدف إلى تنمية أكثر من 3.2 مليون هكتار من المحيطات الممنوعة للرعي ، و زرع أكثر من 400000 هكتار من المراعي بالنباتات الرعوية ، وإنشاء أكثر من 1600 حاجز فرعي وإعادة تأهيلها ما سمح بتكثيف زراعة الأعلاف على مساحة قدرها 440000 هكتار ، إضافة إلى أنشطة الحفاظ على المياه والتربة التي شملت حوالي 3.6 مليون متر مكعب ، وإنشاء أكثر من 9000 نقطة مياه وإعادة تأهيلها ، واقتناء وتركيب أكثر من 6000 مجموعة شمسية و توربينات الرياح لحفر الآبار و إضاءة خيم مربي الماشية ، ما سمح بخلق 165000 منصب عمل.
و إن كانت النتائج المحققة مشجعة إلا أنها تتطلب توحيد وتعزيز ودعم الجهود لمزيد من الفاعلية ، ومن هذا المنظور، تم تنظيم عدد من الاجتماعات الجهوية مع مربي الماشية في المناطق السهبية و شبه الصحراوية ، توجت بانعقاد الاجتماع الوطني لمربي الماشية بولاية تيارت ، برئاسة وزير الفلاحة والتنمية الريفية و الصيد البحري و مشاركة أكثر من 600 مربي ماشية من 25 ولاية ، شكل قاعدة تشاورية واسعة و منبع للاقتراحات لإيجاد حلول مستدامة للنشاط الرعوي ، والحفاظ على المراعي وتطوير نشاط تربية المواشي.
اعتبارا للوضع السائد و بغية الحد من تدهوره و منع خروجه عن زمام السيطرة ، كان لابد من وضع استراتيجية محددة تهدف إلى تطوير متناغم للمراعي السهبية و شبه الصحراوية و الحفاظ عليها من خلال عصرنة نشاط تربية الأغنام والماعز وتثمينه ، ما يقتضي إنشاء نظام لإنتاج متوازن ومتكامل مع المذابح ، من أجل تلبية احتياجات الاستهلاك ، خاصة و أن ما يعادل 300000 طن من الإنتاج الوطني للحوم و المقدر بــــــــــ 525650 طن من اللحوم الحمراء (جميع اللحوم مجتمعة) مصدره لحوم الغنم.
و في هذا السياق ، انبثقت جملة من التدابير و الإجراءات اللازمة من شأنها إعادة بعث نشاط الرعي و الحفاظ على المراعي وتحديث شعبة تربية الأغنام والماعز ، و التي يعد تفعيلها حتمية لا جدال فيها، و تتمثل في:
- الحماية الاجتماعية للمربين وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال ادماجهم في أنظمة الضمان الاجتماعي مع استفادة أفراد أسرهم من مختلف الخدمات المقدمة دون تكبد صعوبات مالية.
- استدامة أنشطة تربية الماشية من خلال تقاسم الأرباح وتكوين أبناء المربين.
- الحفاظ على المراعي من خلال تعميم إجراءات منع الرعي ، باعتباره أداة أساسية للوصول إلى 07 مليون هكتار بحلول عام 2019.
- إدارة فعلية وفعالة لمنع الرعي من خلال إشراك تنظيمات المربين والمجتمعات المحلية.
- توجيه استغلال المناطق الفلاحية-الرعوية عن طريق ضمان التكامل بين استصلاح الأراضي الفلاحية ومناطق الرعي المخصصة حصريًا للرعي.
- تنظيم مساحات الرعي من خلال وضع الأدوات والآليات التي تمكن من تجنب تضارب المصالح بين مختلف المستخدمين ، والحفاظ على الغطاء النباتي وتجديده ، وإدراج الأنشطة الفلاحية-الرعوية ، ترقية المبادلات والتسويق.
- إدراج المذابح و المسالخ في دوائر البيع التي أنشأها المربون ، بهدف تنظيم أفضل للتسويق.
- اتمام القانون الخاص بشأن تسيير المراعي السهبية و شبه الصحراوية ، و الذي يعتبر أداة قانونية أساسية لتنظيم نشاطات مختلف الفاعلين و المستثمرين.
- الاستغلال الفعال للموارد المتوفرة من خلال التثمين والترشيد.
- تشخيص قطعان الماشية عن طريق وضع علامات مميِّزة ، بطريقة بسيطة وموثوقة ، مما يسهل عمليات الجرد والمراقبة الصحية وتتبع الحركات.
- تطوير السلالات المحلية وخصائصها الوراثية والحفاظ عليها.
- تنشيط عمليات التدخل واستغلال البنى التحتية المنجزة و تثمينها
- ضرورة تشجيع تربية الأغنام والماعز من خلال التزام وإشراك المربين في الجهود المبذولة لتطوير الشعبة والحفاظ على المراعي السهبية.
لا يمكن أن يكون لهذه التدابير الرئيسية ، وغيرها من التدابير المدرجة في الملاحق، أن تحدث تأثيرات إيجابية على أرض الواقع سواء على المدى المتوسط أوالطويل ، دون تعزيز التنسيق والحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة ، خاصة تنظيمات المربين ، من خلال إسهامهم بشكل مباشر و منسق في جهود تنمية المناطق السهبية و شبه الصحراوية و حمايتها و تحديث شعبة تربية الأغنام والماعز.
1 / الحفاظ على المراعي السهبية
- زرع النباتات الرعوية بإشراك المعنيين للزراعة على الأراضي المعترف بها للخواص.
- تحديث الدراسات التي تميز بين المراعي و الأراضي ذات إمكانيات فلاحية في منطقة السهوب.
- حظر الحراثة غير القانونية وإزالة الأعشاب بواسطة رادع قانوني (منشور وزاري مشترك ، إلخ).
- وضع نظام للرصد والمراقبة والتحكم والمعلومات مع إشراك الهياكل محافظات الغابات، مديريات المصالح الفلاحية، الغرف الفلاحية،
2 / تزويد مربي الماشية بالشعير:
- ترشيد النظام الحالي عن طريق تصفية قوائم المربين وتنظيمها في تعاونيات.
- تعزيز النظام القائم عن طريق نقاط بيع جديدة والتوجه نحو التحرير التدريجي للسوق.
- تطوير محاصيل الأعلاف المروية، خاصة الشعير.
3 / حسن سلوك قطعان الماشية
- القضاء على الحيوانات غير المنتجة (الأغنام العاجزة ، والذكور الضخمة ، وما إلى ذلك) عن طريق التحفيز من طرف المذابح و المسالخ.
- التكوين وتعميم استخدام تقنيات التكاثر الحديثة (التلقيح الصناعي، تزامن القابلية )
- تنفيذ برامج الاختيار الشامل للسلالات في مواطنها الأصلية من قبل المعاهد الفنية المتخصصة ITELV ، CNIAAG ، إلخ.
- إشراك المربين المحتملين في الحفاظ على السلالات وتطويرها بالتعاون مع المعاهد.
- تنشيط وتوجيه المزارع التجريبية لإنتاج المولدين.
4 / الإشراف على هجرة الماشية السنوية
- إطلاق الدراسة لتحديد المناطق المعنية بهجرة الماشية السنوية (مناطق الشتاء وأوقات الانتظار وممرات العبور وما إلى ذلك)
- إنشاء نظام للرصد والإشراف من قبل HCDS مع استخدام التقنيات الحديثة (الاستشعار عن بعد. GIS ، وما إلى ذلك) و الاعتماد على الفرق الطبية والبيطرية المتنقلة.
- تعزيز سقي الماشية بواسطة نقاط المياه في المناطق الرعوية
5 / استصلاح الأراضي
- إطلاق دراسات الجدوى للمناطق التي سيتم تطويرها بواسطة HCDS و BNEDER.
- توجيه الاستصلاح بشكل أساسي، نحو إنشاء وحدات تكثيف حديثة تعتمد على محاصيل الأعلاف المروية واستخدام أنظمة الري الموفرة للمياه.
6 / سقي الماشية.
- مواصلة الجهود في بناء نقاط المياه (تحقيق معدل نقطة مياه واحدة لكل 1500 هكتار).
- إيلاء الأهمية للعمل الهيدروليكي الرعوي للمراعي شبه الصحراوية والمحيطات المجهزة
7/ التكوين والإرشاد.
- إعادة بعث نشاط المعاهد التقنية في المناطق الرعوية.
- تعزيز الإطار الفني للقدرات البشرية لإدارات المنطقة.
- برمجة دورات تكوينية خاصة بمربي الماشية وأبنائهم
- تكوين المرشدين في مجال المراعي.
8/ تحسين المنتج والتسويق.
- إنشاء نقاط البيع و / أو وحدات المعالجة على مستوى التجمعات السكنية الكبيرة بغية تعزيز قيمة المنتجات والمنتجات الثانوية للشعبة(الحرف اليدوية والمنتجات المحلية والأنشطة المتعلقة بالمرأة الريفية)
- تزويد أسر المربين بالمعدات الصغيرة للتحويل وتحسين المنتجات والمنتجات الثانوية.
- دعم الأنشطة الحرفية والمنتجات.
9/ تكييف الإطار القانوني
- إنشاء لجان مسؤولة عن حماية المراعي من مختلف أشكال التدهور بإشراك الجهات الفاعلة المعنية.
- إصدار النصوص التنفيذية المنصوص عليها في قانون التوجيه الفلاحي.
- مراجعة المنشور المتعلق باستغلال المحيطات المجهزة
- إصدار نص قانوني بخصوص تنظيم أسواق الثروة الحيوانية و تأطيرها
- مراجعة المنشور من خلال تعزيز دور HCDS وإشراك جميع الجهات الفاعلة ( DGF ، DSA ، CAW ، APC ) و المتعاملين